منذ انطلاق نشاط مصنع فيات Stellantis Tafraoui بوهران نهاية 2023 شكلت سيارة فيات 500 أيقونة البداية الفعلية لصناعة المركبات السياحية في الجزائر وقد تم تركيبها أول الأمر بنظام SKD مع أجزاء شبه مفككة ثم انتقل المصنع تدريجيا نحو نظام CKD من خلال إدماج عمليات اللحام والطلاء والتجميع الكامل. وخلال أقل من عام واحد أصبحت فيات 500 الهجينة رمزا لمرحلة جديدة في سوق السيارات الوطنية وأحد أبرز الطرازات التي لاقت إقبالا جماهيريا كبيرا بالنظر إلى تصميمها العصري واقتصاديتها في استهلاك الوقود.
المصنع كان يشتغل بطاقة إنتاجية وصلت إلى ما يقارب 46 سيارة يوميا مع خطط للرفع إلى 250 وحدة يوميا في أفق 2026 وهو ما جعل الجزائر في واجهة الأخبار الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية غير أن مصادرنا المقربة من إدارة المصنع أكدت أن هذه الديناميكية ستعرف تحولا مهما خلال السنة المقبلة إذ تقرر رسميا وقف إنتاج وتسويق فيات 500 لتعويضها بطراز جديد أكثر عصرية وهو فيات غراندي باندا.
هذا القرار يأتي في إطار الإستراتيجية العالمية لمجموعة Stellantis التي تراهن على طراز غراندي باندا ليكون خليفة للسيارة الصغيرة في الأسواق الناشئة ومنها الجزائر وحسب مصادرنا دائما فإن خطة العمل تمت المصادقة عليها بشكل نهائي على أن يستمر تركيب 500 إلى غاية نهاية 2025 فقط قبل أن تتوقف نهائيا لتفسح المجال أمام الطراز الجديد.
جدير بالذكر أن شركة فيات الجزائر عرضت غراندي باندا لأول مرة أمام الجمهور خلال المعرض البيني الإفريقي للتجارة الذي احتضنته الجزائر العاصمة. وقد شد انتباه الزوار تصميمها الأكثر رحابة مقارنة بفيات 500 بالإضافة إلى تجهيزها بتقنيات هجينة خفيفة أكثر تطورا ووفقا للبرنامج المعلن سيتم الشروع في تركيب هذا الطراز الجديد محليا في مصنع وهران مع نهاية 2025 بينما من المرتقب أن يبدأ تسويقه التجاري في الأسواق الوطنية مع حلول شهر مارس 2026 وبذلك ستشهد السوق الجزائرية مرحلة انتقالية من سيارة صغيرة أيقونية مثل فيات 500 إلى نموذج عائلي واقتصادي يلبي الطلبات المتزايدة للمستهلك الجزائري الذي يبحث عن مزيج من السعر المناسب والتكنولوجيا الحديثة. المصنع بدوره يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز نسبة الإدماج المحلي عبر إشراك موردين جزائريين في صناعة الأجزاء البلاستيكية وقطع الغيار وهو ما سيمكن من رفع القيمة المضافة محليا ويعزز استقلالية الصناعة الوطنية.التحول من 500 إلى غراندي باندا لا يعني نهاية الحلم الصناعي بقدر ما يمثل بداية فصل جديد يرسخ مكانة الجزائر كمنصة إقليمية لصناعة السيارات في إفريقيا. وبانتظار انطلاق مرحلة التركيب الجديدة فإن كل الأنظار موجهة إلى مصنع وهران الذي سيواصل لعب دور ريادي في هذه الصناعة.
قسم التحرير
فريق متخصص في عالم السيارات وكل ما يتعلق بها من أخبار محلية وعالمية
.jpg)
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق