بقلم: س. منير Prix Fiat 500/2025
في خطوة جديدة تؤكد الطموح الصناعي الجزائري وتعزز حضور المنتج الوطني في الأسواق الإفريقية، شهد معرض التجارة البينية الإفريقية IATF 2025 توقيع اتفاقيتين مهمتين لتصدير الدراجات النارية الجزائرية من علامة "سيم" SIM، بقيمة إجمالية بلغت 1.2 مليون دولار. هذا الحدث يعكس بوضوح التحول الذي تعرفه الصناعة الميكانيكية في الجزائر، وخاصة في قطاع المركبات ذات العجلتين.
تفاصيل الاتفاقية مع تونس 🇹🇳
الاتفاقية الأولى جرى توقيعها بين شركة "الجيريا هام موتورز" الجزائرية، المصنّعة لدراجات "سيم"، وشركة "ميقاسيكل للتوزيع" التونسية، المتخصصة في استيراد وتوزيع الدراجات النارية ومستلزماتها، وحسب ما تم الإعلان عنه رسميًا، فإن الصفقة تشمل تصدير سبعة أنواع مختلفة من الدراجات النارية، إلى جانب قطع الغيار واللواحق التي تضمن خدمة ما بعد البيع. هذه الخطوة تفتح آفاقًا واسعة للتعاون الصناعي والتجاري بين الجزائر وتونس، وتؤكد وجود طلب متزايد على المنتجات الجزائرية في السوق التونسية. وزارة الصناعة الجزائرية
مذكرة تفاهم مع تشاد 🇹🇩
أما الاتفاقية الثانية فجاءت في شكل مذكرة تفاهم مع الشركة العامة للتجهيزات والتوزيع التشادية، تمهيدًا لتوقيع عقد رسمي لاحقًا. هذا التوجه يضع الجزائر على خارطة التزويد بالسوق التشادية، التي تشهد طلبًا متزايدًا على وسائل النقل ذات العجلتين نظرًا لخصوصية البنية التحتية وحاجتها لوسائل نقل عملية واقتصادية. وزارة الصناعة الجزائرية
أهمية الاتفاقيات للاقتصاد الجزائري
هذه العقود لا تُعتبر مجرد عملية تجارية، بل هي انعكاس لسياسة الجزائر الرامية إلى:
-
تنويع صادراتها خارج قطاع المحروقات.
-
دعم الصناعات الميكانيكية الوطنية.
-
تعزيز الشراكة الاقتصادية جنوب-جنوب.
-
رفع مستوى الثقة في المنتجات الجزائرية على الصعيد الإفريقي.
كما أن تصدير الدراجات النارية "سيم" يمثل نموذجًا حيًا لتوجه الجزائر نحو الاندماج الصناعي القاري، ويدعم مسعى الحكومة في بناء قاعدة إنتاجية ذات قيمة مضافة. prix Fiat Panda 2025
الجزائر نحو أسواق جديدة
الصفقة التي تبلغ قيمتها 1.2 مليون دولار قد تبدو محدودة من حيث الحجم، لكنها تحمل أبعادًا استراتيجية كبيرة. فهي أول خطوة فعلية لشركة جزائرية في مجال المركبات الخفيفة نحو أسواق إقليمية. نجاح هذه التجربة سيفتح الطريق أمام المزيد من الاتفاقيات في دول أخرى، مثل ليبيا، النيجر، ومالي، حيث يزداد الطلب على وسائل النقل البسيطة وقطع الغيار بأسعار تنافسية.
رسالة قوية من جناح "القصبة"
إقامة مراسم التوقيع في جناح "القصبة" خلال المعرض لم يكن مجرد صدفة، بل إشارة رمزية تعكس العمق التاريخي والحضاري للجزائر، وربطه بالتطور الصناعي المعاصر. فالجناح جذب اهتمام العديد من الوفود الإفريقية، وأصبح منصة لعرض القدرات الجزائرية في مجالات مختلفة، أبرزها الصناعات الميكانيكية والطاقات المتجددة والتكنولوجيا.
في النهاية توقيع الجزائر لاتفاقيات تصدير الدراجات النارية إلى كل من تونس وتشاد لا يمثل إنجازًا تجاريًا فحسب، بل هو محطة فارقة تؤكد أن الصناعة الجزائرية قادرة على اختراق الأسواق الإقليمية وتقديم بدائل تنافسية. هذه الخطوة تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، وتُرسخ مكانة الجزائر كفاعل محوري في التجارة الإفريقية.
الكاتب: س. منير
المرجع الرسمي لسوق السيارات في الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق