فوز بنكهة المعاناة
الجماهير الجزائرية انتظرت أداءً مقنعاً يوازي قيمة اللاعبين، لكنها صدمت بأداء باهت خاصة في الشوط الأول، حيث افتقد الفريق للانسجام والسرعة في بناء الهجمات. بوتسوانا دخلت اللقاء بثقة ونجحت في تضييق المساحات، بل وكانت قادرة على مباغتة الخضر في أكثر من مناسبة.
الأهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب جاءت لتخفف الضغط، لكنها لم تُخفِ حقيقة أن الفريق يعاني في خلق الحلول الهجومية، خصوصاً أمام دفاعات منظمة.
خيارات بيتكوفيتش تحت المجهر
المدرب فلاديمير بيتكوفيتش وجد نفسه أمام انتقادات جديدة. اعتماده على نفس الأسلوب في البداية جعل المنتخب مكشوفاً وسهل القراءة من المنافس. التغييرات في الشوط الثاني منحت بعض الإضافة وأنقذت الموقف، لكنها لم تمحُ صورة الارتباك التي رافقت الفريق في فترات طويلة من اللقاء.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل يملك بيتكوفيتش تصوراً واضحاً لبناء هجوم متوازن، أم أنه سيواصل الاعتماد على الاجتهادات الفردية؟
أزمة رأس الحربة
أحد أبرز النقاط السلبية تمثلت في غياب المهاجم الصريح الذي يربك الدفاعات. اعتماد الخضر على التمريرات العرضية والتسديد من بعيد لم يكن كافياً، ما جعل خط الهجوم بلا أنياب حقيقية. وهو ما يفتح النقاش مجدداً حول ضرورة استدعاء مهاجم قادر على استغلال أنصاف الفرص وحسم المباريات الكبيرة.
ثغرات دفاعية مقلقة
الخط الخلفي للمنتخب ما يزال يعاني من سوء التغطية، خصوصاً في الكرات الثابتة. الهدف الذي تلقته الجزائر كان نتيجة غياب التركيز، وهو أمر يتكرر باستمرار ويكلف الفريق الكثير. استمرار هذه الأخطاء في مباريات مصيرية قد يعرقل طموح التأهل رغم النقاط المحققة.
مستقبل التصفيات
برصيد 18 نقطة يبدو المنتخب في وضع مريح على الورق، لكن الأداء داخل الميدان لا يطمئن. المنافسة ستشتد أكثر مع اقتراب الجولات الأخيرة، ولن يكون مقبولاً الاعتماد فقط على الفرديات أو انتفاضات متأخرة. المطلوب اليوم هو خطة واضحة وانضباط تكتيكي يعكس قوة المنتخب وسمعته الإفريقية.
الخلاصة
الفوز على بوتسوانا مهم لأنه أبقى الجزائر في صدارة الترتيب، لكنه كشف في المقابل عن أوجه ضعف حقيقية. الكرة الآن في ملعب المدرب واللاعبين لإيجاد الحلول قبل المواعيد الحاسمة. فالجماهير التي احتفلت بالنقاط الثلاث تنتظر منتخباً مقنعاً وقادراً على التأهل للمونديال بأداء يليق باسم الجزائر.
تعليقات
إرسال تعليق